...
48- "إني حرَّمت الظلم على نفسي وجعلته محرمًا بينكم، فلا تظالموا! يا عبادي! كلكم ضالٌ إلا من هديته، فاستهدوني؛ أهدكم. يا عبادي! كلكم جائع إلا من أطعمته، فاستطعموني؛ أطعمكم. يا عبادي! كلكم عار إلا من كسوته، فاستكسوني؛ أكسكم. يا عبادي! إنكم تخطئون بالليل والنهار، وأنا أغفر الذنوب جميعًا غير الشرك، فاستغفروني؛ أغفر لكم. يا عبادي! إنكم لن تبلغوا ضري، فتضروني، ولن تبلغوا نفعي؛ فتنفعوني. يا عبادي! لو أن أولكم، وآخركم، وإنسكم، وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم؛ ما زاد ذلك في ملكي شيئًا. يا عبادي! لو أن أولكم، وآخركم، وإنسكم، وجنكم، قاموا في صعيد واحد، فسألوني، فأعطيت كل إنسان مسألته؛ ما نقص ذلك مما عندي شيئًا إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر. يا عبادي! إنما هي أعمالكم أحصيها لكم، ثم أوفيكم إياها، فمن وجد خيرًا؛ فليحمد الله، ومن وجد غير ذلك؛ فلا يلومن إلا نفسه" 1. رواه مسلم، وأبو عوانة، وابن حبان، والحاكم عن أبي ذر.
ش- هذا الحديث شريف القدر، عظيم المنزلة، جليل الموقع، جامع لفوائد شتى، قد تضمن من قواعد الدين العظيمة: من العلوم، والأعمال، والأصول، والفروع، وغير ذلك مما لا يحصره قلم، ولا يحصيه عاد؛ لذلك كان الإمام أحمد بن