كان نوره كنور الشمس، يظهر لأهل الله من ملائكةٍ، وأنبياء، وأولياء، ويستظل به أهل الفسوق -اللهم اجعلنا ممن اتصف بهذه الصفات الكاملة، ووفقنا لأن نموت ونلقاك ونحن على حبك-! فيحفظه المولى جل ذكره بعزته؛ أي: بقوته وشدته، ولا يخفى على الفطن ما في هذا التعبير من الاعتناء والحماية والصيانة لعبده المطيع المتصف بهذه الخصال، ومع كل هذا الإكرام يجعل له المولى نورًا في الظلمة، وحلمًا في الجهالة، وما أحلى هذا التشبيه في قوله تعالى: "ومثله في خلقي كمثل الفردوس في الجنة" فإن الفردوس من أحاسن الجنان، وأرفعها، وأعلاها منزله، والله أعلم.