وفي الجهالة حِلمًا، ومثلُهُ في خَلْقي كمثل الفردوس في الجنة" 1 رواه البزار عن ابن عباس.
ش- أعظم أعمال الدين بعد الإقرار بالشهادتين الصلاة، ولذلك كانت صلة بين الرب والعبد، ولها فوائد كثيرة، ومنافع عظيمة، منها: أنها تنهي صاحبها عن الفحشاء، والمنكر، ومن نجده يصلي الصلوات الخمس، ويواظب عليها، وهو مقبلٌ على شهوات نفسه، مطيع لهواه، ليس عليه سمات أهل الصلاح والتقوى، نعلم أن صلاته غير مقبولة؛ لأنها لم تستوف الشروط المعتبرة شرعًا حسية كانت أو معنوية؛ بدليل ما ذكر في الحديث. وليست الشروط، والأركان، والمستحبات التي تذكر في كتب الفقه كافية في أن يكون المصلي ناجيًا من عذاب الله يوم القيامة، بل لابد من أشياء أخر تضاف إليها، كما في الحديث، وقال الله تعالى: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ، الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ، وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ، وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ، وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ، إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ، فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ، وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ، وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ}
[المؤمنون: 1-9] فبيَّن الله تعالى في هذه الآيات أوصاف المؤمن الذي نجا، وفاز من العقاب والعتاب، ومن لم يتصف بهذه الصفات فحاله حال خوف، وخطر، ولذلك قال الله في الحديث: "إنما أتقبل الصلاة ممن تواضع بها لعظمتي" أي: إنما تقبل صلاة من تواضع بصلاته لله جل، وعلا، ولم يستطل على الناس، ويحتقرهم، ويترفع عليهم، ولم يَبِتْ مصرًا على معصية الله تعالى، بل إذا فعل معصية ووقع في جريمة فليبادر إلى الله بتوبة نصوح قبل أن يمضي عليها الوقت، وتسجل في كتاب الأعمال، وكان غالب نهاره في ذكر المولى تبارك وتعالى، ورحم الفقير، والمسكين، وابن السبيل: المسافر الغريب الذي ليس له أنيس، ولا مأوى، ومن كانت أرملةً خاليةً من الزوج، وتعول نفسها، ورحم من كان أصيب بجائحة، أو مرض، أو فاقة، ولم يجد ما يسد حاجته، أو يدفع مصيبته، فمن اتَّصف بهذه الأوصاف الحميدة