وعن جرير بن عبد الله رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ما من رجل يكون في قومٍ يعمل فيهم بالمعاصي، يقدرون على أن يغيروا عليه، ولا يغيرون إلا أصابهم الله منهم بعقابٍ قبل أن يموتوا" 1 رواه أبو داود عن أبي إسحاق قال: أظنه عن ابن جرير عن جرير، ولم يسمِّ ابنه. ورواه ابن ماجه، وابن حبان في صحيحه والأصبهاني، وغيرهم عن أبي إسحاق عن عبد الله بن جرير عن أبيه، وروى أبو الشيخ في كتاب الثواب، والبيهقي في الزهد الكبير، وغيره عن دُّرة بنت أبي لهب رضي الله عنها، قالت: قلت: يا رسول الله! من خير الناس؟ قال: "أتقاهم للرب عز وجل، وأوصلهم للرحم، وآمرهم بالمعروف، وأنهاهم عن المنكر" 2. وروى الأصبهاني عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا أيها الناس! مروا بالمعروف، وانهوا عن المنكر قبل أن تدعوا الله فلا يستجيب لكم، وقبل أن تستغفروه فلا يغفر لكم. إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا يدفعُ رزقاً، ولا يُقَرِّب أجلاً، وإن الأحبار من اليهود، والرهبان من النصارى لمَّا تركوا الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر لعنهم الله على لسان أنبيائهم، ثم عموا بالبلاء"3 وروى الإمام أحمد، والترمذيُّ - واللفظ له، وابن حبان في صحيحه عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ليس منا من لم يرحم صغيرنا، ويوقر كبيرنا، ويأمر بالمعروف وينه عن المنكر"4.

والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر من أعظم وظائف الشرع المحمدي، وهو وظيفة الأنبياء والرسل، ومن بعدهم العلماء قادة الأمة، ومعلموها، أهل الفراسة، والذكاء، وفيهما تتفاضل الأمم، قال الله تعالى: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015