كالفخر الرازي، وإمام الحرمين، وأضرابهما.
وأغرب من ذلك، أني لازمت شيخًا جليلًا كان يدعو إلى السنة، ومذهب السلف، وينفرمن البدع، وكان حريصًا على ذلك سالكًا مهيع التقشف، ولباس الصوف، وله تلاميذ، وأصحاب في مصر وغيرها كثيرون، ولهم هيئات، وسمات، وكل يدعو إلى ما يدعو إليه ذلك الشيخ، ولكن من الأسف عندما قرب أجله، وحانت منيته ألف كتابًا في التوحيد هدم فيه ماكان بناه مدة حياته، ورجح فيه مذهب الخلف وادَّعى: أن السلف أوَّلوا، ولم يُبينوا، وأما الخلف: فأولوا، وبينوا إلى غير ذلك مما زحزح مركزه من قلوب خواص أصحابه، وسقط من أعينهم، وكسد سوقُ الكتاب، فرحمه الله، وغفر له!