80- "إنِّي أنا الله لا إله إلا أنا، سبقت رحمتي غضبي، فمن شهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا عبدُه ورسوله؛ فله الجنة" 1. رواه الديلمي عن ابن عباس أنه قال: أول شيء خطَّه الله في الكتاب الأول.. إلى آخره.
ش - الرحمة في الأصل: رقة في القلب تقتضي الإحسان، والعطف، والحنان على المرحوم، فتحركه إلى قضاء حاجته، والتلطف به، وقد يستعمل تارة في الرِّقة المجردة، وتارة في الإحسان المجرد عن الرقة، نحو: رحم الله فلانًا. فإذا وصف به الباري تباركت أسماؤه، وتنزهت صفاته، فلا يراد به إلا الإحسان المجرد دون الرقة، وعلى هذا: فإن الرحمة من الله تعالى: إنعام وإفضال، ومن الآدميين: رقة، وتعطف، فالله سبحانه وتعالى ركز في طبائع الناس الرقة، وتفرد بالإحسان؛ ورحمة الله سبحانة في الدنيا عامة للمؤمنين والكافرين، وفي الآخرة مختصة بالمؤمنين، قال الله تعالى: {وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ} [ألأعراف:156] والغضب: تكلمت عليه في شرح الحديث "27"فارجع إليه. والمعنى: أن الله سبحانه أخبر أنه الإله المنفرد بالألوهية، وقد سبقت رحمته، وإحاسنه، ولطفه غضبه وانتقامه ممن أساء لنفسه، وخالف مولاه، واتبع شيطانه، وهواه. وأن من شهد لله جلَّ ذكره بالوحدانية المطلقة، ولرسوله محمد صلى الله عليه وسلم بالرسالة والعبودية له الجنة، يدخله الله من أي باب شاء.