الأدب هنا، وقال كلامًا يستلزم تنقيص المقام المحمدي، وبالغ الأئمة في الرد عليه في ذلك وهو من زلاته الشنيعة.
وقوله في الحديث الأول: "رواه ابن أبي الدنيا" هو الإمام الجليل، والحافظ الشهير أبو بكر عبد الله بن محمد بن عبيد القرشي الشهير بابن أبي الدنيا، صاحب المصنفات الكثيرة، المتوفى سنة 281هـ.
وقوله: "والحكيم" هو أبو عبد الله محمد بن علي بن الحسين بن بشير المؤذن الحكيم الترمذي صاحب التصانيف الكثيرة منها: "نوادر الأصول في معرفة أخبار الرسول صلى الله عليه وسلم" قدم نيسابور سنة خمسٍ وثمانين ومئتين، وتوفي عن نحو ثمانين سنة.
وقوله في الحديث الرابع: "في ملأ" الملأ: تقدم تفسيره فأغنى عن إعادة الكلام عليه.
وقوله في الحديث الأخير: "فله" أي: مقتضى ظنه من خير أو شر، فالمعاملة تدور في الظن. وروى الحاكم عن أنس بن مالك: "قال الله تعالى: أنا عند ظنك بي، وأنا معك إذا ذكرتني"1 أي: دعوتني، فأسمع ما تقوله، فأجيبك. قال الحكيم الترمذي: هذا وما أشبهه من الأحاديث المتقدمة في ذكرٍ عن يقظةٍ، لاعن غفلة؛ لأن ذلك هو حقيقة الذكر، فيكون بحيث لا يبقى عليه مع ذكره في ذلك الوقت ذكر نفسه، ولا ذكر مخلوق، فذلك الذكر هو الصافي؛ لأنه قلب واحد، فإذا اشتغل بشيء ذهل عما سواه. وهذا موجود في المخلوق لو أن رجلًا دخل على ملك في الدنيا لأخذه من هيبته مالا يذكر في ذلك الوقت غيره، فكيف بملك الملوك؟!
وقوله: "ابن النجار" هو الإمام البارع مفيد العراق الرحالة محب الدين أبو عبد الله محمد بن محمود بن النجار البغدادي، صاحب المعجم، المتوفى سنة 643 هـ.
وقوله: "وأبو نعيم" هو الإمام الحافظ الكبير محدث عصره، أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق بن موسى بن مهران المهراني الأصبهاني الصوفي صاحب "حلية الأولياء" توفي سنة ثلاثين وأربعمئة.