14" يعني: حسب ألَّا يرجع، وقال في حم السجدة: {وَلَكِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللَّهَ لا يَعْلَمُ كَثِيراً مِمَّا تَعْمَلُونَ} [فصلت:22] . والوجه الرابع: الظن بمعنى التهمة قوله تعالى في الأحزاب: {وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا} [الأحزاب:10] بمعنى التهمة، وقال: اتهموا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما أخبرهم أن الله عز وجل يفتح عليك، وكقوله: {وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ} [التكوير:24] يعني: بمتهم، نظيره في الفتح: {وَظَنَنْتُمْ ظَنَّ السَّوْءِ} [الفتح:12] .انتهى.

أقول: ويأتي بمعنى الاعتقاد، كقوله تعالى: {وَظَنُّوا أَنَّهُمْ إِلَيْنَا لا يُرْجَعُونَ} [القصص: 39] أي: اعتقدوا، فالظن هنا والله أعلم بمعنى: حسب، أواعتقد.

قال الحافظ ابن حجر في كتابه "فتح الباري شرح صحيح البخاري" في قوله صلى الله عليه وسلم: "يقول الله تعالى أنا عند ظن عبدي بي" أي: قادر على أن أعمل به ما ظن أني عامله به. وقال الكرماني1: وفي السياق إشارة إلى ترجيح جانب الرجاء على الخوف، وكأنه أخذه من جهة التسوية، فإن العاقل إذا سمع ذلك لا يعدل إلى ظن إيقاع الوعيد، وهو جانب الخوف بأنه لا يختاره لنفسه، بل يعدل إلى ظنِّ وقوع الوعد، وهو جانب الرجاء، وهو كما قال أهل التحقيق: مقيد بالمحتضر، ويؤيد ذلك حديث: "لا يموتن أحدُكم إلا وهو يُحسن الظن بالله" 2 وهو عند مسلم من حديث جابر: وأما قبل ذلك ففي الأول أقول ثالثها الاعتدال. وقال ابن أبي جمرة: المراد بالظن هنا: العلم، وهو كقوله: {وَظَنُّوا أَنْ لا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ} [التوبة:118] وقال القرطبي في المفهم: قيل: معناه: ظن عبدي بي ظن الإجابة عند الدعاء، وظن القبول عند التوبة، وظن المغفرة عند الاستغفار، وظن المجازاة عند فعل العبادة بشروطها؛ تمسكًا بصادق وعده، قال: ويؤيده قوله في الحديث الآخر: "ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة" 3؟ قال:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015