...
56- "أنا الله، لا إله إلا أنا، مالك الملك، ومليك الملوك، قلوب الملوك في يدي، وإن العباد إذا أطاعوني؛ حولت قلوب ملوكهم عليهم بالرأفة، والرحمة، وإن العباد إذا عصوني؛ حوَّلت قلوبهم عليهم بالسخط والنقمة، فساموهم سوء العذاب، فلا تشغلو أنفسكم بالدعاء على الملوك، ولكن اشغلوا أنفسكم بالذكر، والتقرب؛ أكفكم ملوككم" 1. رواه الطبراني في الأوسط عن أبي الدرداء.
ش- قوله: "مالك الملك" وفي نسخة المدني: "ملك الملك" وهو تحريف، قال العلامة شهاب الدين الآلوسي2 في تفسير قوله تعالى: {قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ} [آل عمران: 26] الملك: بالضم-على ما ذكره بعض أئمة التحقيق نسبة بين من قام به ومن تعلق، وإن شئت قلت: صفة قائمة بذاته، متعلقة بالغير تعلق التصرف التام المقتضي استغناء المتصرف، وافتقار المتصرف فيه، ولهذا لم يصح على الإطلاق إلا الله تعالى جدُّه، وهو أخص من المِلك-بالكسر؛ لأنه تعلق باستيلاءٍ مع ضبط وتمكن من التصرف في الموضوع اللغوي وبزيادة كونه حقاً في الشرع من غير نظر إلى استغناء، وافتقار، فمالك الملك: هو الملك الحقيقي المتصرف بما شاء، كيف شاء، إيجادًا، وإعدامًا، إحياء وإماتة، وتعذيبًا، وإثابة من غير مشارك، ولا ممانع، ولهذا لا ُيقال: مالك الملك إلا على ضرب من التجوز. وحمل الملك على هذا المعنى أوفق بمقام