حكم المرتد, وذكروا أشياء كثيرة يكفر بها الإنسان, ولو كان يشهد أن لا إله إلا الله, وقد قال تعالى في النفر الذين قالوا في غزوة تبوك بعض القول الذي فيه ذم لرسول الله صلى الله عليه وسلم ومن معه من أصحابه: {وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُم / بَعْدَ إِيمَانِكُمْ} 1 , فكفَّرهم بعد إيمانهم بالاستهزاء, ولو كان على وجه المزح واللعب, ولم يمنع ذلك قوله "لا إله إلا الله".
وكذلك: إجماع الأمة على كفر من صدق مسيلمة الكذاب, ولو شهد "أن لا إله إلا الله", وقد كفَّر الصحابة أهل مسجد بالكوفة بكلمة ذكرت عنهم في احتمال صدق مسيلمة, ولم يلتفت أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أنهم يشهدون "لا إله إلا الله"؛ لأنه قد وجد منهم ما ينافيها, ويناقضها {وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهمُ مِن نُّورٍ} 2.
وبالجملة فالذي يقوم بحرمة "لا إله إلا الله": هم الذين جاهدوا الناس عليها, ودعوهم على التزامها علما وعملا, كما هي طريقة رسل الله وأنبيائه, ومن تبعهم بإحسان, كشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب – رحمه الله تعالى-, وأما من أباح الشرك بالله, وعبادة غيره, وتولى المشركين, وذب عنهم، وعادى الموحدين وتبرأ منهم فهو الذي أسقط حرمة "لا إله إلا الله", ولم يعظمها, ولا قام بحقها, ولو زعم أنه من أهلها القائمين بحرمتها.