المقدم: المسألة الأخيرة التي نريد أن نتوقف عندها لأن لها صلة بهذا الموضوع هي التدين، فهل عندهم مشكلة مع التدين؟ الشيخ: لا شك، فهذه تنتج عن تلك، هذا شيء.
الشيء الآخر: أن أغلبهم أصحاب أهواء، وأغلبهم ممن يحبون الشهوات، ولا يقعون فيها فحسب، فكثير من المؤمنين يقع في الشهوات، ولكن لا يحبها، بل ينفر منها، تجد المتدين قد يقع في شهوة أو يقع في فجور -لا قدر الله-، لكنه يوجد عنده تأنيب ضمير، وأما هؤلاء فمنهج أغلبهم يقوم على استسهال هذه الأمور، على التساهل، وعلى التمييع، وعلى التفريط، هذا هو الأصل.
وبناء على هذا فمن الطبيعي أن أي إنسان له مسلك في الحياة ينفر مما يكون ضد مسلكه.
فهم يستسهلون الشهوات، خاصة فيما يتعلق بالمرأة وتبرج المرأة، فقضية المرأة أقام أكثرهم الدنيا من أجلها ولم يقعدها.
فهو فقط يريد أن يحرر المرأة، أو يريد أن يتمتع بالمرأة، وأنا أقول: هذا هو الغالب من خلال كتاباتهم، وما أدينهم إلا من كتاباتهم، فغالبهم يريد التمتع، ولأجل ذلك هل تجدهم يكثرون الكلام عن المرأة كجدة؟ المقدم: أبداً! الشيخ: أو كطفلة؟ المقدم: أبداً! ولا عن حقوق الزوجة.
الشيخ: لا، المرأة يريدونها سكرتيرة، أو مذيعة، هذا هو الغالب.
إنني أعلم أناساً هناك يدافعون عن قضايا المرأة، ونحن نعلم أن للمرأة قضية وللرجل قضية.
ولذلك أقول طرفة ينتقدني بعض الناس فيها، وهي أنه إذا كان حجم ظلم المرأة (70%)، فمعنى ذلك أن هناك ظلماً للرجل قد يكون بنسبة (30%)، فلماذا لا يكون للرجل جمعية؟ المقدم: ليس لهم هوى في هذا الأمر.
الشيخ: ما لهم هوى.
المقدم: نكمل -يا شيخ- موقفهم من التدين في الحلقة القادمة.
الشكر الجزيل لك شيخ ناصر.
باسمكم جميعاً -مشاهدينا الكرام- نتقدم بالشكر الجزيل لفضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور ناصر بن عبد الكريم العقل، أستاذ العقيدة والمذاهب المعاصرة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
وفي الحلقة القادمة نكمل هذا الموضوع، ونناقش موضوعاً حساساً وهاماً، وهو موقف العقلانيين من المرأة عموماً، والمرأة المسلمة خصوصاً.
وإلى أن نلتقي بكم في حلقة قادمة نستودعكم الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.