هولاكو، وتسلم قلعة بعلبك، وأخذ نابلس بالسيف، وكاد الأمر يتم للتتار، ولولا هذا النصر الذي حققه المماليك لدمَّر التتار مزيدًا من تراث المسلمين وحضارتهم. وقد كان المماليك أولَ مَنْ وقف في وجه التتار، فلم يؤثر في نفوسهم ما ذاع عنهم، ولم يَفُتَّ في عَضُدهم، وانضم إليهم الكثير من أمراء الشام وجنوده، وتوجه الجيش الإسلامي من مصر بقيادة الملك المظفر قطز (?)، والتقى الجمعان فأنزل جند الله بالتتار هزيمة نكراء عند عين جالوت (?)، وذلك في العشر الأخير من رمضان سنة 658 هـ، وأخذوا في التراجع والتقهقر، وأرسل المظفر قطز قائده بيبرس (?) في ملاحقة التتار وطردهم، فاستخلص الشام برمته من أيديهم.