خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} (?)
وأمّا الحديث فلعل النبي - صلى الله عليه وسلم - لما علم صحةَ اعتقادِهم وحَقَيَّةَ (?) يقينِهم بما تَلَقَوْهُ (?) عنه وشاهدوا من المعجزات الخوارق، علم أنّ الجدال بعد ذلك لا يفيدهم شيئًا، وربما أورث شكًّا فنهاهم لذلك.
أمَّا الساذج (?) الذي لم يثبت عنده شيء، فكيف لا يجب عليه السعي في إثبات يقينه والذّب عن تأكيد دينه.
ومنها: أنّ النظر فيه مظنّة الوقوع في الشكوك والشبهات والخروج إلى البدع.
وأجيب: بأن التقليد لا بد أنَّه ينتهي إلى النّظر والاستدلال؛ لامتناع التسلسل، وحينئذ ما ذكرتم من المحذور لازم للتقليد، مع زيادة محذور احتمال كذب المقلّد فيما أخبر به المقلد عن اعتقاده.
وأمّا المانعون منه فاعتصموا بوجوه:
منها: أنّ تحصيل العلم في أصول الدّين كان واجبا على المصطفى - صلى الله عليه وسلم - بقوله: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ} (?) فيكون واجبًا على أمته بقوله: {فَاتَّبِعُوهُ} (?). . . . . . . . . . . . . . . . . .