فإن قلت: وما المراد بالصغائر، وبالإصرار عليها؟
قلت: أما الصغيرة فالمعصية التي ليست كبيرة.
وأما الإصرار: فقال ابن الرفعة: لم أظفر فيه (بما يثلج الصدر) (?). وقد عَبَّر (?) عنه بعضهم: بالمداومة. وحينئذ هل المعتبر المداومة على نوعٍ واحد من الصغائر، أم الإكثار من الصغائر سواء كانت من نوع واحد (?) أو أنواع؟
قال الرافعي: منهم مَنْ يميل كلامه إلى الأول، ومنهم مَنْ يُفهِم كلامُه الثاني، ويوافقه قول الجمهور مَنْ تغلب معاصيه طاعتَه كان مردودَ الشهادة. قال: وإذا قلنا به لم تضر المداومة على نوع واحد من الصغائر إذا غَلَبت الطاعات، وعلى الأول تضر.
قال ابن الرفعة: وقضية كلامه أن مداومة النوع تضر على الوجهين، أما على الأول: فظاهر. وأما على الثاني: فلأنه في ضمن حكايته قال: إن الإكثار من النوع الواحد كالإكثار من الأنواع، وحينئذ لا يحسن معه التفصيل (?). نعم يظهر أثرهما فيما إذا أتى بأنواع من