ولقائل أن يقول: أما تفسير الخلود بالمكث الطويلِ - فخلاف (?) الغالب من استعمال الشرع، وحَمْلُ اللفظ على الغالب أولى (?)، لا سيما وقد أردفه بقوله: {أَبَدًا} وقولكم: إن {أَبَدًا} قد يستعمل في الزمن الطويل. قلنا: صحيح، ولكن قرينة اجتماعها معِ الخلود ينفي ذلك هنا، وإلا فكأنه قال: قاطنين فيها مكثًا طويلًا، زمنًا طويلًا. فيكون قد كرر اللفظ لمجرد (?) التأكيد الذي هو غير محتاج إليه هنا.
فإن قلت: التأكيد لا بد منه على التقديرين؛ لأنه إنْ أراد بالخلودِ الدائمَ، كما ذكرتم - فما أتى بقوله: {أَبَدًا} إلا للتأكيد.
قلت: التأكيد على تقدير إرادة الدائم - مناسبٌ (?) مناسبة شديدة؛ لأن المحكومَ به أولًا أعني: المكث الدائم - شيءٌ عظيمٌ يليق بخَطْبه التأكيد، فكان التأكيد دليلًا على ما قلناه: من أن المراد بالخلودِ: الدائمُ؛ للاحتياج إلى التأكيد والحالةُ هذه. ويدل على ذلك أيضًا من الآية قوله (?): {فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ} (?)، ولم يقل: فإنه يدخل نار جهنم، بل أتىِ بلام الاختصاص (?)