قال أصحابنا: ولسنا نستدل بهذه الأدلة على إثبات الكلام النفسي، فإنَّ هذه الأدلة قابلة للتأويل، ولكنا لما دلَّلنا بالبراهين القاطعة المُودَعة في الكتب الكلامية على إثبات (معنى في النفس) (?) يزيد على العلوم، والقُدَر (?)، والإرادات (?)، دللنا بهذه الألفاظ على أنه سُمِّي (?) كلامًا، فهي أدلة على إثبات التسمية لا على إثبات الحقيقة (?).
وأما قول الإمام هنا: المختار أنه حقيقة في اللساني فقط (?) - فغير مُغَايِر لما نقله في "اللغات" عن المحققين؛ لأنه قال هناك: "الكلام بالمعنى القائم في النفس مما لا حاجة في أصول الفقه إلى البحث عنه، وإنما الذي يبحث عنه اللساني"، وقوله هنا: فقط، أي: ولا يكون حقيقة في الشيء والقصة (?) والشأن والطريق (?)، كما ذهب إليه