ويقول في مسألة خلق القرآن: ليست من الأصول بل هي مسألة فرعية.

أقول: هذه ملامح جهمية تبدو في الأفق كفى الله المسلمين شرها.

إن الدين النصيحة فلعل هؤلاء يعودون إلى رشدهم ويَدَعون التمادي في الضلالة فيسعهم ما وسع أئمة المسلمين وعلمائهم ولا يُسيئون بهم الظن كل هذه الإساءة ولا يدافعون عن الجهمية الذين اتفق على تكفيرهم خمسمائة عالم من علماء أهل السنة ويعرفوا قدر نفوسهم وإلا فضررهم عائد عليهم ويحملون من سيئات من أضلوه.

وأنا هنا لم أكلف نفسي الرد على ما قال المالكي لأنه ولله الحمد لا يخفى على المسلمين وتفنيده حافلة به كتب أهل السنة سواء الكلام في التجسيم وأنه أعظم ما يُشنع به الجهمية على أهل السنة وأن إثباته ونفيه بدعة حيث لم يرد الشرع بذلك، ولا بيان أن ما يثبته أهل السنة من الصفات الواردة في الكتاب والسنة الصحيحة لا يقتضي التشبيه، وأنه هو المعتقد الذي عليه النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه بل وعليه جميع الأنبياء والمرسلين والملائكة عليهم الصلاة والسلام أجمعين فما نقمة الجهمية وأفراخهم على أهل السنة إلا كنقمة من قال الله عنهم: {وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد}.

كل هذا في غاية البيان والوضوح في كتب أهل السنة ولله الحمد، وإنما المراد هنا الإشارة والتحذير ولعل القوم يتداركون ما فرط منهم قبل أن يتولجوا في اللجج فإن العَوْد إلى الحق خير من التمادي في الباطل.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015