سوء وينسون كل فضائله كما فعلوا بالمأمون، لكن إذا جاء سلطان آخر معهم يمدحونه ولو كان مبتدعاً أو ظالماً كالمتوكل)، وقد تقدم كلام النقيدان عن المأمون فالمشرب واحد، ويقول في مسبته لأهل السنة ودفاعه عن الجهمية: (من الأشياء افتراؤهم على الخصوم: مثل زعمهم أن جهم بن صفوان يريد أن يمحو آية {الرحمن على العرش استوى} هذه صعبة. رجل مسلم ما أظن مهما بلغ من البدعة أن يصل إلى أنه يتمنى أن يحك آية من المصحف الشريف، كل هذه أقوال الخصوم.

ويقول: إذا جاء الجهمية على افتراض صحة ما يُنقل عنهم ونفوا الصفات نأتي نحن ونثبت إلى أن نصل إلى التجسيم.

أنظر قوله: على افتراض صحة ما يُنقل عنهم يعني الجهمية يُشكك فيما ينقل عنهم ثم يزعم أن أهل السنة يصلون إلى التجسيم، وسبق كلامه على حديث الصورة وعلى كلام الرب سبحانه وصوته وغير ذلك مما فيه إثبات الصفات فهذه أنفاس الجهمية، وكيف يقول عن أهل السنة الذين يثبتون صفات الباري سبحانه كما أثبتها لنفسه وأثبتها له رسوله بلا تشبيه ولا تعطيل يقول: يصلون إلى التجسيم؟ وما هو التجسيم إنها شناعة أحدثها الجهمية للتنفير من السنة وأهلها.

ثم قال: لنترك الانتسابات التي تفرقنا شيعاً فلا شرعية لكلمة شيعة ولا سنة ولا جهمية ولا سلفية ولا معتزلة كشرعية الإسلام، ولم يأت نص باستحباب أي تسمية أخرى، ومن زعم ذلك فعليه الدليل .. تأمل كيف طمّ الوادي فهذه الفرق عنده مجرد انتسابات وتسميات وليس هناك فرق ولا نص باستحباب أي تسمية أخرى، ومعنى كلامه الطعن على أهل السنة وكأن المسألة مجرد تسمية، أما تقريرهم السنة الحقه وردهم ما سواها وتمييزهم لفرق الضلال فهذا يطعن فيه المالكي ويرده.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015