والمراد أن المالكي حريص على أن يصنع للبرءاء العيب، وقد ثبت في سنن أبي داود من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أنه لما خرج رجل حين أذن مؤذن العصر قال أبو هريرة: أما هذا فقد عصى أبا القاسم عليه السلام، ولم يذكر الصلاة.
ولا نطيل في هذا وإنا المراد بيان أن هذا المبطل لا يجد شيئاً يتعلّق به، فيختلق العيوب، والمراد أن هذا الباهت يُنكر تكفير الكفار ويجادل عنهم ويعادي أهل التوحيد قطع الله دابره.
فتأمل من يقول: أنا مذنب والصالحون لهم جاه عند الله وأطلب من الله بهم، يقول المالكي في ذلك: هذا يدل على أن الشيخ يرى تكفير هؤلاء.
فيقال للضال: وهل الكفر إلا هذا؟ وهو اتخاذ الوسائط، وقد تقدم بيان ذلك، والمالكي يدافع عن المشركين ويجادل عنهم.
قال سليمان بن سحمان رحمه الله فيمن لا يرى من صرف خالص حق الله للأنبياء والأولياء والصالحين والأحجار والأشجار وغير ذلك أنه شرك ولا كفر مخرج من الملة: فهذا ما عرف دين الإسلام العاصم للدم والمال، ولا عرف الكفر المبيح لذلك وإن كان يرى أنه كفر يخرج من الملة وإن كانوا مع ذلك يشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ويصلون ويزكون فما الموجب لهذا الشنآن والاعتراض بما لا حقيقة له؟. إنتهى (?).