والمحبوكة في البيت المتقدم هي المحسنة من قوله- تعالى-: {وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ} أي ذات الخلق الحسن. هذا قول ابن عباس. وقال أبو عبيدة: الحُبُكُ: الطرائق في السماء من آثار الغيم.
وقال الفراء: الحُبُكُ: التكسرُ. ويُقال للتكسر [الذي] يكون في الرمل والشعر والماء حبك. قال زهير:
مكلل بأصول النبت تنسجه ... ريح الجنوب لضاحي ما به حبك
[ويروى: مكللٌ بأصول النجم تنسجه ريح خريق].
النجم بين النبت والشجر، وقيل: النجم: كل ما لم يكن له ساق من النبت، والخريقُ: الريحُ الشديدة. وواحِدُ الحُبُكِ حبيكة وحِبَاك. وفي حُبُك ثلاثة أوجهِ: الحُبُك - بضم الحاء والباء، وهو مذهب العوام، والحُبْك - بضم الحاء وتسكين الباء، وبها قرأ أبو مالك الغفاري. وقرأ الحسن: الحِبْك. ويُقال: ما طعمنا عنده حبكة ولا لَبَكة. وبعضٌ يقول: عبكة ولبكة. والحبكةُ والعبكةُ الحبةُ من السويق، وللبكةُ: اللقمة من الثريد.