يريد: أنها تعرض في حديثها فتزيله عن جهته، فجعل ذلك لحناً.
وأما اللحن في العربية فهو راجع إلى هذا؛ لأنك إذا قلت: "ضرب عبد الله زيد" لم يدر أيهما الضارب ولا المضروب، فكأنك قد عدلته عن [جهته]؛ فإذا أعربت عن معناك فهم عنك. فسمي اللحن لحناً؛ لأنه يخرج على نحوين، وتحته معنيان، وسمي الإعراب نحواً؛ لأن أصل النحو: قصدك الشيء. تقول: نحوت كذا، أي قصدته؛ فالمتكلم به ينحو الصواب، أي يقصده.
وقال الله، عز وجل، لنبيه، صلى الله عليه: {وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ} فكان رسـ[ـول] الله، صلى الله عليه، بعد نزول هذه الآية يعرف المنافقين إذا سمع [كلامهم]، يستدل بذلك على ما يرى من لحنه، أي ميله في كلامه.
واللحانة: الرجل الكثير اللحن، القادر على الكلام، العالِم بالحجج. وقال بعضهم: لحن الرجل: إذا فطن بحجته، يلحن لحناً بالتثقيل. وقال غيره: لا أعرف اللحن بالتثقيل في ترك الصواب، في القراءة والنشيد، ولا نعرفها إلا مخففة.
واللحن يخفف ويثقل. تقول: لحَّن ولحْن. و ..... اللحن والألحان: الضروب من الأصوات الخفيفة الموصوفة.
ولحن كل شيء: منطقه ولغته .......
عن أبي عمر الضرير:
إلى الله أشكو أنني وسط معشر ... يخالف لحني في الكلام لحونها