[حَيْثُ]

حيثُ أصلها حوثُ فقلبوا الواو ياء وأعقبوا ضمة تدل على الذاهب وعلى الأصل، وهو مما بُني على السكون ثم كان ما قبل آخره ساكناً 1/ 497 فحُرك بالضم، وفيها أ {بع لغاتٍ: حوثُ وحَوْثَ وحَيْثُ وحَيْثَ، وحَوْثُ لغة طيء على الأصل. قال:

تحن إلى الفردوس والحرف دونها ... وأيهات من أوطانها حوثُ حلتِ

فقال: حوثُ على الأصل. واللغة العليا حيث ترفعُ الثاء وبها جاء القرآن، وفيها اختلافٌ. قال بعض هي مبنية على الضم، وقال بعض على الفتح، وقال بعض: تجري بالإعراب، وهي أداة للرفع ترفع الاسم بعده. وعن العرب أن اليمن وبني تميم ينصبون حيث في موضع نصب. يقولون: حيث لقيته ونحو ذلك. وقال ابن الأنباري: أصلها حوثُ فعُدِلت عن الواو إلى الياء وجعلت ضمةُ التاء خلفاً من الواو. وهذا قول الكسائي. وقال الفراء: ضُمت لتضمنها حالين، فإذا قلت: عبدُ الله حيث زيدٌ، فمعناه عبد الله ف يمكان فيه زيدٌ، فلما قامت حيث مقام محلين أعطيت أثقل الحركات، وهي الضمة في كل حال ثم قال: [من قال] حيث شبهها بقولهم: من قبلُ ومن بعدُ. ومن قال: حيث شبهها بسوف وكيف، ومن قال: حوث قلب الياء واواً لأن الياء أختُ الواو وأجود. وتقولُ: قعدتُ حيث قعد زيدٌ، أي في المكان الذي قعد فيه، لأن حيثُ لا يكونُ إلا موضعاً. وتقولُ: حيثُ تقعدُ أقْعُدُ، المعنى في المكان الذي تقعدُ فيه أقعدُ وهي للفعل، وذلك أنك إذا قلتَ أكون حيثُ يجلس زيدٌ أحسنُ من قولك: أكونُ حيثُ زيدٌ يجلس، وإنما كان

طور بواسطة نورين ميديا © 2015