بابل إنما سُميت به، لأن الله - عز وجل- لما أراد أن يخالف بين ألسنة بني آدم بعث ريحاً فحشرتهم من كل أفقٍ إلى بابل فبلبل بها ألسنتهم ثم فرقتهم تلك الريح في البلاد". وفي الحديث: (كان الناس بذي بلي) ويروى بذي بليان مكسورة الباء مشددة اللام. يُقال: أراد بذلك- والله أعلم- تفرق الناس وتشتت أمرهم. وقال الشاعر يصف رجلاًك
ينام ويذهب الأقوام عني ... يقال أتوا علي ذي بليان
يعني أنه أطال النوم ومضى أصحابه متفرقين إلى مواضعهم لا يعرفهم. "وبلة اللسان: وقوعه على موضع الحروف واستمرراه على المنطق. يقال: ما أحسن بلة لسانه، وما يقع لسانه إلا على بلته" والبِلُّ: المباح بلغة حمير. وفي الحديث: (وهي لشارب حل وبل).
بُدّ
تقول: ليس من الأمر بُد، لا محالة، وفي معنى لا محالة أي لا حيلة والميم زائدة. قال أبو بكر: "قد ألزمته نفسي وجعلته واجباً عليها من قولهم: قد أبد الرجل القوم وقد أبد الراعي الوحش 1/ 403 إذا ألزم كل واحد منهما حتفه. قال أبو ذؤيب: