يريد به كيف. ويقال: بله في معنى فعل وفي معنى دع. قال أبو زبيد:
حمال أثقال أهل الود آونة ... يكفيهم الجهد مني بله ما أسع
قال كعب بن مالك يصف السيوف:
تذر الجماجم ضاحياً هاماتها ... بله الأكف كأنها لم تخلق
فخفض هذا ببله. وقال آخر:
تمشي القطوف إذا غنى الحداة بها ... مشى الجواد فبله الجلة النجبا
وتروى: الأكف [والجلة] بالنصب على معنى [دع] [الأكف] على معنى فدع الجلة النُّجُبا. وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: يقول الله - تعالى-: "أعددتُ لعبادي الصالحين ما لا عينٌ رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر بله ما أطلعتهم عليه". وفي خبر: ولا أذُنٌ سمعت ذخراً بله من أطلعتهم عليه. ويقال في مثل "تحرقك النارُ أن تراها بله أن تصلاها". تقول: تحرقُك النَّارُ من بعيد فدع أن تدخلها. وفي بله ثلاثة أقوال: قال جماعة من أهل العلم: معنى بله على، وقيل: معناها دع، وقيل: كيف. والعربُ تنصبُ ببله وتخفض، فمن خفض بها جعلها بمنزلة على وما أشبهها من حروف الخفض.