تنصبه في الجر والنصب والرفع لأنه [لا] يتمكن في التصريف، فلا يثنى ولا يجمع، ولا يُصغر، ولا يُضاف إليه شيء. هذا قولُ الخليل. وقال ابن قتيبة: "الآن هو الوقت الذي أنت فيه، وهو حدُّ الزمانين حد الماضي من آخره، وحد الزمان المستقبل من أوله". قال الفراء: "وهو حرفٌ بني على الألف واللام ولم يُخلعا منه، وتُرك على مذهب الصفة، لأنه صفة في المعنى واللفظ، كما رأيتهم فعلوا بالذي فتركوه على مذهب الأداة، والألف لازمة غير مفارقة، وأرى أنَّ أصله الأوان، حذفت منه الألف وغُيَّرت واوه إلى الألف، كما قالوا في الراح والرياح. وأنشد امرؤ القيس:
كأن مكاكي الجواء غُديَّةً ... [نشاوي] تساقوا بالرياح المفلفل
قال: فهي مرةً على تقدير فعلِ، ومرة على تقدير فَعَال، كما قالوا: زمن وزمان. وإن شئت جعلتهما من قولك: آن لك أن تَفْعَلَ كذا، أي حان أدخلت عليها 1/ 337 الألف واللام ثم تركتهما على مذهب فَعَل منصوبة، كما قالوا: "نهى رسولُ