إلا كناشرة الذي ضيعتُمُ ... كالغُصن في غُلوائه المتنبت
يريد: وكناشرة. وقوله: غُلوائه: سُرعة بنائه وارتفاعه وبهوه. وكل ما في كتاب الله - عز وجل- من ذكر إلا والابتداء به قبيح إلا في سورة الأنفال: {إِلاَّ تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ} وفي سورة التوبة: {إِلاَّ تَنفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَاباً أَلِيماً} و {إِلاَّ تَنصُرُوهُ} وتقول: ألق زيداً، 1/ 335 والالقاء معناه: وإن لم تلق زيداً فدع زيداً. وقال:
فطلقها فلست لها بكفء ... وإلا يعل مفرقك الحُسامُ
فأضمروا إنْ لا يُطلَقها يعلُ.
إلى
إلى حَرْف من حروف الصفات، وهي تخفض مثل على ومِن وفي وأشباهها وقد تكونُ بمعنى مع. قال الله - تعالى-: {وَلا تَاكُلُوا أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ} أي مع أموالكم. ومثله: {مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ} أي مع الله - وتكون بمعنى الانتهاء والحد كقوله - تعالى-: {ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ} فهذا حد وانتهاء. ومثله: {يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْداً} فهذا انتهاء.