وليس يمنعها ذلك من السرعة. ويقولون للفرس: اجْدَمِ وأقدِم إذا هيجَ ليمضي، وأقدم أجودهما، وإجِدْ أيضاً. وتُزْجَرُ البَغْلُ بِعَدْ وعدس. قال يزيد بن مُفرغ لثعلبة:
عدس ما لعبادٍ عليك إمارةٌ ... غزوت وهذا تحملين طليقُ
وتزجر العنَْزَ والبقرة أوس أوس، والشاة إسْ وهِسْ، وللكلب 1/ 294 وسَرْمَاً سَرْمَا إذا دَعَوْته إليك. والسَّرْم من زجر الكلاب وهو هذا. والعربُ تزجر الزِّجْرَ، ولو رُفعَ أو نُصِبَ كان جائزاً، لأن الزجر والأصوات والحكايات تُحرك أواخرها على غير إعرابٍ لازم، وكذلك الحروف والأدوات التي لا تتمكن في التصريف، فإذا حُوَّل من ذلك شيء إلى الأسماء حُمِلَ عليه الألف واللام وأُجري مجرى الاسم كقول الكميت:
حلفت برب الناس يا أم خالدٍ ... بأمك إذ أصواتنا المال والحب
وروُي: الهال والحُبَ. وقال: والحوبُ لما ثقل، والحل، وقيل الحُوبُ - بضم الحاء. والعرب تسمى دعاء الراعي الإبل شياعاً.
وقال الخليل: الشياع: قصية ينفخ فيها الراعي. قال قيس بن ذريح:
أحن إليك من طرب وشوق ... حنين النيب تطرب للشياع