أي: سنفرغ لكم مما وعدناكم من الثواب وأوعدناكم من العقاب.
تقول العرب: أتفرَّغ وأفرغ. وقرأ جماعة: سيفرغ، أي: سيفرغ الله لكم؛ واحتجوا بقوله تعالى: {كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَانٍ}.
قال أبو عبيدة: سنفرغ لكم: سنحاسبكم؛ لم يشغله شيء تبارك وتعالى. وقال ابن قتيبة: سنقصد لكم. وقال ابن عباس: سنفرغ لكم: من محاسبتكم يوم القيامة؛ إن الله لا يشغله شيءٌ عن شيءٍ من خلقه.
وقال الحسن: سنفرغ لكم يوم القيامة مما وعدناكم في الدنيا أنا صانعوه لكم من ثوابكم بأعمالكم غير ظالميكم شيئاً ولا مقصرين عن شيء من ذلك.
والعرب تقول: استعمرته في كذا، أي: استعملته.
قال الله، عز وجل: {وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا}.
والعرب تقول لكل من نزل به الهم: هو ابن هم، وأخو هم، إذا لحقه ذلك.
قال الحارث بن حلزة اليشكري:
أتلهى بها الهواجر إذ كـ ... ـل ابن هم بلية عمياء
أتلهى بها، معناه: بالناقة، أي: أركبها وأتعلل بسرعتها في تلك الساعة، يريد: في شدة الحر، ولا أجد، مع ما أنا فيه، شدة من الحر علي. والهواجر: انتصاف النهار، واحدتها هاجرة. وسميت الهاجرة هاجرة لبعدها من وقت البرد وطيب الهواء؛ ومن قولهم: هجرت الرجل، إذا ابتعدت منه.