"وقد عارض الشعرى سهيل كأنه".

قوله: يطرف: يطبق عينه ويفتحها، وهو من التشبيه الحسن. وإذا فتح الإنسان عينه وأدام النظربها لا يطبق جفنه قيل: فلان ما يطرف عينه. والطرف: تحريك الجفون في النظر. نقول: شخص بصره فما يطرف.

وقال آخر:

كأن سهيلاً رامها وكأنها ... حليلة وخم جنَّ منه جنونها

يصف ناقته، يقول: هذه الناقة لها هوى في ناحية اليمن، فكأنها ترأم سهيلاً، أي: تعطف بعنقها كما ترأم الناقة على ولدها، وكأنها امرأة وخم من الرجال، وهو المستثقل المبغض؛ فهي تطالع الرجال وتلتفت إليهم.

وقال حميد بن ثور يصف البرق:

خفى كاقتذاء الطير وهناً كأنه ... سراج، إذا ما يكشف الليل، أظلما

واقتذاء الطير: تغميضها أعينها وفتحها إياها [كأنها] تلقي القذى منها.

وقال ابن هرمة:

فإني وتركي ندى الأكرمين ... وقدحي بكفي زنداً شحاحا

كتاركة بيضها بالعراء ... وملبسة بيض أخرى جناحا

يشبه نفسه في فعله هذا بفعل النعامة؛ وذلك أنها تدع بيضها ساعة الحاج للطعم،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015