وأما مخاطبة الغائب ثم تركه إلى مخاطبة الشاهد
فكقوله، عز وجل: {وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَاباً طَهُوراً، إِنَّ هَذَا كَانَ لَكُمْ جَزَاءً وَكَانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُوراً}.
وقال امرؤ القيس:
له الويل إن أمسى ولا أُمُّ هاشم ... قريب، ولا البسباسة ابنةُ يشكرا
له الويل: يعني نفسه. البسباسة: امرأة من بني أسد بن خزيمة. وعن ابن الكلبي: أنها امرأة من بني أسد. وابنة يشكر: امرأة من بني الحيرة.
ثم قال:
اشيم مصاب المُزن اين مصابه ... ولا شيء يغني عنك يا ابنة عفزرا
ومصاب المُزن: حيث يصوب. يقال: صاب يصوب صوباً. والمُزن: السحاب الأبيض. فخاطب غائباً ثم خاطب شاهداً.
وقال لبيد:
باتت تشكى إليَّ النفس مجهشة ... وقد حملتك سبعاً بعد سبعينا
فرجع عن مخاطبة غائب إلى شاهد.
قوله: مجهشة: أي ناهضة إليه، هامة بالبكاء.