فإن كانت أسماء للسور، فهي أعلام تدل على ما تدل عليه الأسماء. وإن كانت أقساماً فيجوز أن يكون الله تعالى أقسم بالحروف المقطعة، واقتصر على ذكر بعضها من ذكر جميعها، فقال، عز وجل: {ألم} وهو يريد جميع الحروف المقطعة؛ كما يقول القائل: تعلمت أب ت ث، وهو لا يريد تعلم هذه الأربعة الأحرف دون غيرها من التسعة وعشرين. ولكنه، لما طال عليه أن يذكرها كلها، اجتزأ بذكر بعضها. ولو قال: تعلمت ح ط ص، لدل أيضاً على حروف المعجم كلها.
وعن بعضهم، وأحسبه علياً، قال: الرَّحِمُ هو [من] الرحمن. وكان بعضهم يقول {حم}، معناها: قضي والله ما هو كائن.
وقال الأخطل:
وما أرى الموت يأتي من يُحَمُّ له ... إلا كفاه، ولاقى عنده شغلا
وقال أبو عبيدة: {ألم} ساكنة كلها؛ لأنها هجاء، ولا يدخل في حروف الهجاء إعراب.
قال أبو النجم العِجلي:
أقبلت من عند زياد كالخرف ... أجر رجلي بخط مختلف
كأنما تكتبان لام ألِف
فجزمه لأنه هجاء، وتكتبان وهي لغة.