قال [أبو عمرو] بن العلاء: قال لي ذو الرمة: ما رأيت أفصح من أمَة بني فلان، قلت لها: كيف كان المطر عندكم؟ قالت: غِثْنا ما شِئنا. يقال: غيثت الأرض فهي مَغِيثة، وقد غِثْنَا نحن فنحن مغيثون.

الأصمعي عن أبي عمرو بن العلاء قال: رأيت أعرابياً بمكة فاستفصحته، فقلت [له] ممن الرجل؟ قال: من الأزد. قلت: من أيهم؟ قال: من بني الحدان بن شمس. فقلت: من أي بلاد؟ قال: من عُمان. قلت: صف بلادك. فقال: سيف أفيح، وفضاء صحصح، وجبل صلدح، ورمل أصيح. فقلت: أخبرني عن مالك. فقال: النخل. فقلت: وأين أنت عن الإبل؟ فقال: كلا، إن النخل أفضل، أما علمت أن النخل حملها غذاء، وسعفها ضياء، وكربها صلاء، وليفها رشاء، وجذعها غماء، وقرؤها إناء. فقلت: وأنى لك هذه الفصاحة؟ فقال: أنا بقُطر لا يسمع فيه ناجخة التيار.

قوله: أفيح: أي واسع، والصحصح: الأملس. والصلدح: الصلب. والأصيح: بياض يخالطه حُمرة. والرشاء: الحبل. والقرء: أصل النخلة. والقطر: الناحية من الأرض ........ والناجخة: الصوت. والتيار: الموج.

ومن أهل عُمان الفصحاء والخطباء والبُلغاء والشعراء الذين يعرفون ولا يجهلون كثير غير قليل، ولهم أخبار شاهدة وأحاديث سائرة.

عبد الله بن معاذ يرفعه إلى هنيد التيمي قال: إني لواقف بسوق عكاظ، وهي أحد أسواق العرب في الجاهلية، وتكون في أعلى نجْد قريباً من عرفات. وكانت من أعظم أسواق العرب، وكانت قريش تنزلها وهوازن وأسلم وغطفان

طور بواسطة نورين ميديا © 2015