إذا وقع في موضع لم يحتج أن يتحول منه إلى غيره. وقال: وقد يضرب هذا المثل في الشدة أيضاً. وقال الأصمعي: أصل هذا في الشدة والجدب يصيب القوم حتى تشتغل الأم عن ولدها فلا تناديه، ثم جعل مثلاً لكل حدث عظيم، ولكل شدة وأمر شديد.

وقولهم: لا أرقأ الله دمعة فلان

فيه أقوال: قال بعضهم: معناه لا قطعها الله؛ قال الشاعر:

حتى إذا الإعلان نبه واشياً ... رقأت دموي خشية الإعلان

وقال الأصمعي: معناه: لا رفعها الله؛ وقال: والأصل فيه من قولهم: رقأ دم المقتول، إذا رضي أهله بالدية فأخذوها، فارتفع دم المقتول لأن لا يطلب به بعد أخذ الدية.

وقال المفضل بن محمد الضبي: لا أرقأ الله دمعته، من قولهم: قد رقأ دم القاتل، إذا ارتفع بعد إعطائه الدية، ولو لم تؤخذ الدية منه لهريق دمه. وأنشد لمسلم الوالبي يصف إبلاً:

من اللائي يزدن العيش طيباً ... وترقأ في معاقلها الدماء

معاقل: من العقل.

وقولهم: لا أنام ولا ينيم

قال الأصمعي معنى لا ينيم: لا يكون منه ما يرفع السهر فينام معه. وقال غيره:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015