أراد: فو أبي، أسماء [ما] زالت عزيزة.
والعرب لا تقول لا وحدها حتى تتبعها بأخرى؛ قال الله عز وجل: {لا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَلا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ}. وقد تقدم هذا في أول الكلام شرحاً في باب أقاويل العرب.
وقولهم: لا إله إلا الله
معناه: لا ثاني له، ولا أحد يستحق العبادة سواه. وهو في الكلام يقال: إثبات بعد نفي؛ والله أعلم.
ويقال: فلان أكثر من الهيللة، أي من قول: لا إله إلا الله.
وقولهم: لا إله غيرك
قال أبو بكر: فيه أربعة أوجه في النحو، أحدهن: لا إله غيرك؛ ينصب الأول على التبرئة وغيرك يرفع على خبر التبرئة.
والثاني: لا إله غيرك؛ فإله يرتفع بغير وغير به.
والثالث: لا إله غيرك؛ ينصب الأول على التبرئة، وغير لوقوعها موقع الأداة كأنك قلت: ولا إله إلا أنت. قال:
لم يبق إلا المجد والقصائدا
غيرك يا ابن الأكرمين والدا
أراد: لم يبق إلا أنت.
والرابع: ولا إله غيرك؛ فإله يرتفع بغير، وغير تنصب لحلولها محل إلا،