ثالثاً: إن المال إذا زكي ذهبت أنالته، أي ونالته. وزاد محمد بن القاسم رابعاً: والأصل ولي من: أولاه معروفاً، فإن جمعت بين واوين قلبتهما همزة كراهة لاجتماع واوين.
والعرب تأتي بالواو في جواب حتى وفلما وبغير الواو؛ ومنه قوله تعالى: {حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا} و {حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَاجُوجُ وَمَاجُوجُ ... وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ} فجاءت بجواب حتى. وقال تعالى: {حَتَّى إِذَا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِهَا جَاءَتْهَا} و {حَتَّى إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا} بغير واو.
وقال تعالى: {فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ، وَنَادَيْنَاهُ} فجاء بجواب فلما بالواو؛ وقال تعالى: {فَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهَازِهِمْ جَعَلَ السِّقَايَةَ} بغير واو؛ وقرأ ابن مسعود: وجعل السقاوة.
وقال الجبَّائي: قال المفسرون في قوله تعالى: {فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا} و {فُتِحَتْ} فأدخل الواو؛ قالوا: يأتون جهنم وهي مغلَّقة فتفتح عليهم، ويأتون الجنة وهي مفتَّحة؛ وليس ذلك مما يدل على العربية.