قال ذو الرمة يصف حرباء:

إذا حول الظل العشي رأيته ... حنيفاً وفي وقت الضحى يتنصر

شبه انتصابه للشمس، واستقباله إياها وقت الضحى باستقبال النصارى للشمس؛ لأن صلاتهم إليها، وإذا تحول الظل فيئاً حوّل وجهه للشمس، مقابلاً للقبلة، فصار كالحنيف وهو المسلم.

والنصرة: المعونة، والنصير: الناصر. وتكون النصرة باليد والمال واللسان؛ وقوله تعالى: {مَنْ كَانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنصُرَهُ اللَّهُ} أي يرزقه الله. قال الشاعر:

أبوك الذي أجرى علي بنصره ... فأنصت عني نصره كل قائل

أي أجدى علي بعطيته. قال: وقف علينا سائل من بني بكر، فقال: من ينصرني نصره الله؟ أي من يعطيني أعطاه الله؟ وقيل في قوله تعالى: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ} أنه الرزق.

ونصر الغيث أرض كذا، أي جلاها وأحياها؛ قال الشاعر:

إذا انسلخ الشهر الحرام فودعي ... بلاد تميم وانصري أرض عامر

وقال الشاعر:

وأنك لا تُعطي امرأ فوق حظه ... ولا تملك الشق الذي الغيث ناصره

طور بواسطة نورين ميديا © 2015