أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ}. قال أبو عبيدة: معناه انقطعوا عن المؤمنين، وكونوا فرقة واحدة؛ ومنه قوله تعالى: {تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنْ الْغَيْظِ} أي ينقطع بعضها من بعض. قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تهلك أمتي حتى يكون التمايل والتمايز والمعامع". فالتمايل: أن لا يكون للناس سلطان يكفهم عن المظالم، فيميل بعضهم على بعض بالغارة. والتمايز: أن ينقطع بعضهم عن بعض، ويصيروا أحزاباً بالعصبية. والمعامع: شدة الحرب والجد في القتال؛ وأصله من معمعة النار، وهو سرعة التهابها؛ قال:
جموحاً مروحاً وإحضارها ... كمعمعة السعف الموقد
شبه حفيفها من المرح في عدوها بمعمعة النار إذا التهبت في السعف.
والميز: التمييز بين الناس والأشياء، تقول: مِزت بعضه من بعض، وأنا أميزه ميزاً، وقد انماز بعضه من بعض؛ قال حسان:
من جوهر ميز في معادنه ... مفصَّل باللجين والذهب
وامتاز القوم واستمازوا إذا صارت كل عصابة منهم ناحية؛ قال الأخطل:
فإلا تغيرها قريش بملكها ... يكن عن قريش مستماز ومزحل
وإذا أراد الرجل أن يضرب عنق آخر قال له: مايز رأسك، أو يقول: ماز، ويسكت أي مُدّ عنقك.