لا يُظلمون ذلك بعينه، وإنما أراد: أنهم لا يُظلمون شيئاً، ولا مقدار هذين التافهين الحقيرين.

والعرب تقول: "ما رزاأته زبالاً" والزِّبال: ما تحمله النملة بفيها. يريدون: ما رزأته شيئاً.

قال النابغة:

يجمع الجيش ذا الألوف ويغزو ... ثم لا يرزأ العدو فتيلا

وكذلك قوله، عز وجل: {مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ}، وهي الفُوفَة التي فيها النواة، أي القشرة. يريد: ما يملكون شيئاً.

ومنه قوله، عز وجل: {وَكَذَلِكَ أَعْثَرْنَا [عَلَيْهِمْ]} يريد: أطلعنا عليهم. وأصله: أن من عثر بشيء وهو غافل، نظر إليه حتى يعرفه. فاستعير العثار مكان التبيين والظهور.

ومنه قولهم: "ما عثرت على فلان بسوء قط"، أي: ما ظهرت على ذلك منه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015