وقول الشاعر:

وما أدري إذا يممت وجهها ... أريد الخير أيهما يليني

أألخير الذي أنا أبتغيه ... أم الشر الذي هو يبتغيني

وقال أبو ذؤيب:

عصاني إليها القلب إني لأمره ... سميع، فما أدري أرشد طلابها؟

فمعناه: أرشد طلابها أم غير رشد، فاكتفى بالرشد من الذي يخالفه. ومعنى البيت الأول: أريد الخير والشر، فاكتفى بالخير من الشر فحذف.

ومن الحذف شيء يأتي بعد هذا في باب الياء من الكتاب إن شاء الله.

الاختصار

والاختصار في الكلام هو [أن] تنزع الفضول وتستوجز الذي يأتي على المعنى، وكذلك الاختصار في الطريق. والعرب تختصر الكلام لعلم المخاطب بما أريد به.

فمن ذلك: قول الله، عز وجل: {فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ}؛ فإنه خرج مخرج [قولك]: فيقال لهم: أكفرتم؟ فاختصر.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015