والتمنّي: ليتَكَ عنْدنا فَنُكْرمَك. قال الله تعالى: {يَا لَيْتَنِي كُنتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزاً عَظِيماً} ومِثْلُهُ: {يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلا نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ}.

والنّفيُ: لا مالَ لكَ فَنُكْرِمَكَ.

والجُحودُ: ما أنْتَ بصاحبي فَأُعْطِيَكَ.

فإنْ جاءت الفاءُ ولم تَكُنْ جواباً لهذه الستة وهي رفع، تقول: أنا أتَيْتُكَ فتكْرِمُني وأنْتَ تأتيني فَاكْرِمُكَ.

ويدخُلُ الرَّفعُ في هذا الباب. تقول: ما تأتينا فتحدّثُنا، بالرَّفْع والنَّصْب، ومَثَلُ النصب قَوْلُه {لا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا}.

ومَثَلُ الرّفع قوله {وَلا يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ}، هذا جوابُ النَّفْي، وهو مَوْضعُ نَصْبٍ، وإنَّما ارتَفَعَ لأنَّ النَّفْيَ إذا دَخَلَ بَيْنَهُ وبَيْنَ الجوابِ كلام مرفوعٌ، فهو رفع {وَلا يُؤْذَنُ لَهُمْ} كلامٌ بَيْنَ نَفْي وجواب، فإذا لم يَكُنْ بَيْنَهُما كلام، فالجوابُ منصوب، ألا ترى أنه قال: {لا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا} والنَّصْبُ في حَذْفِ النّون، لأنَّهُ (فيموتون) فلّما لم يكُنْ بَيْنَ النَّفْي والجوابِ كلامٌ مرفوعٌ نصب الجواب.

وقال بَعْضُهُمْ في قوله تعالى {فَيَعْتَذِرُونَ} قال: هو في معنى: لا يُؤْذَنُ لهم بالاعتذار وهم يَعْتَذِرون، قال {لا تَعْتَذِرُوا الْيَوْمَ} فهذا يدلُّ أنَّهُمْ يعتذِرون.

وقال بَعْضُهم: إنَّما هي ساعاتٌ: لا ينطقُون وساعة يَعْتَذِرُون. وقال تعالى {وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً} هذا جوابُ النفي، فرفع لأنه ردّه على قوله {لَوْ تَكْفُرُونَ}

طور بواسطة نورين ميديا © 2015