والورع هو الهيوب، فلما اختلف اللفظان حسن التكرير.
وقال تعالى: {وَلا تَعْثَوْا فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ}. والعيث هو الفساد.
وقولهم: لا تجر عليه ولا تظلمه. والجور هو الظلم.
وقال الشاعر:
ألا حبذا هند وأرض بها هند ... وهند أتى من دونها النأي والبعد
والنأي هو البعد. ومثله كثير.
الإيجاز
والإيجاز: هو الاختصار، وقولهم: كلام موجز وخطبة موجزة، يراد به الاختصار. والإيجاز في الكلام: هو ضد العي فيه والإكثار.
وقال معاوية بن أبي سفيان لصحار العبدي: ما الإيجاز؟ قال: أن تجيب فلا تبطئ، وتقول فلا تخطئ. فقال معاوية: أو كذلك تقول؟ قال صحار: أقلني يا أمير المؤمنين، لا تخطئ ولا تبطئ.
وتكلم رجل بحضرة بعض العرب، فجعل يردد كلامه، ثم سأل العربي فقال: ما الفصاحة عندكم؟ قال: الإيجاز فقال: ما العي؟ فقال: ما أنت فيه منذ اليوم.
ويقال: كلام وجزٌ وواجز ووجيز. وقد وجَزَ الرجل وأوجز، ووجزَ الكلام وأوجزه، وأمرٌ وجيز موجز، وقد أوجزته إيجازاً، أي اختصرته.