قال أبو بكر: هذا خطأ عندي، لأنه لا يُعْرَفُ في الكلام: سبت بمعنى استراح، إنما المعروف فيه: قطع، ولا يُوصفُ سبحانه بالاستراحة، لأنه لا يتعب فيستريح، ولا يشتغل فينتقل من الشغل إلى الراحة، والراحةُ لا تكونُ إلا بعد تعب أو شُغْلٍ، جل الله عن ذلك.
واتفق العلماء أن الله ابتدأ الخلق يوم السبت، ولمْ يخْلِقْ يوم الجمعة سماء ولا أرضاً.
وقالت اليهود: ابتدأ بالأحد، وفرغ بالجمعة، واستراح يوم السبت. فقول هؤلاء خارج عن اللغة، وموافقٌ لتأويل اليهود، ومُباين لقول المسلمين.
استلم الحَجَرَ
أخذهُ ومسَّهُ بيده. وزنه: افتعَلَ، من السِلَّمَة، والسَلِمَةُ: الحجرُ والصخرةُ، جمْعُها: سلام.
ويكون "استلم": افتَعَلَ من "المُسَالَمة" يُرادُ به: ضم الحجر إليه، وفعَلَ به ما يَفْعَلُ المسَالِمُ بمَنْ يُسَالِمُهُ.
ويكونُ "استلَمَ": استفْعَلَ من "اللأمَةِ". واللأمَةُ السلاحُ، يريد: أنه حصنَ نفسَهُ بمس الحجر من عذاب الله تعالى، لأن السلاح إنما يُلْبَسُ لِيُحَصَّنَ به البدنُ مما لعَلَهُ يصيبه من السلاح. قال امرؤ القيس:
إذا ركبوا الخيل واستلأموا ... تحرقت الأرض واليوم قر
والأصل في "استلم" على هذا المعنى، فحولوا فتحة الهمزة إلى اللام، وأسقطوا الهمزة، كما قالوا: خابية، بلا همز، وأصله: خابئة، لأنها (فاعلة) من خبأتُ، وكما