1- غفلةُ القلبِ عن اللهِ وعن نعيمِه وعقابِه وعن رضاه وسخطِه، فلا يتفكَّرُ العبدُ في دينِه ولا مولاه ولا أوامِره ولا نواهيه، إنما لا يعرف إلا أداءَ الصلاةِ كما يرى الناسُ يؤدونها ولا يحرص على اليقظِة لأدائِها فإذا كان نائمًا لم يسعَ إلى اليقظِة؛ بل قد يأبى إذا أوقظ، وهذا على خطرٍ عظيمٍ، إذ كيف يُفلحُ من هذه حاله، وإنما هذه حالُ المنافقين والعياذُ باللهِ، وقد قال عبدِ اللهِ بنِ مسعودٍ-رضي اللهُ عنه-: (ولقد رأيتُنا ولا يتخلَّفُ عنها إلا منافقٌ معلومُ النفاقِ) رواه مسلم.
لما في القيامِ من المشقةِ التي لا يتحمَّلُها إلا الصابرون المحتسبون للأجرِ فيما عندَ اللهِ.
2- كثرةُ الذنوبِ والإصرارُ على المعاصي ولو كانت صغارًا؛ سببٌ في حرمانِ العبدِ من قيامِ الليلِ، وإنَّ العبدَ ليحرمُ الرزقَ بالذنبِ يصيبُه، وأيُّ رزقٍ أكبرُ من التوفيقِ للقيامِ لمناجاةِ اللهِ ولقائِه. قال رجلٌ للحسنِ: "يا أبا سعيدٍ إني أبيتُ معافى، وأحبُّ قيامَ الليلِ وأعدُّ طَهوري فمالي لا أقومُ؟ فقال: ذنوبُك قيَّدتْك."
3- اتباعُ الهوى والابتداعُ في الدينِ يقللُ القيامَ، فعلى المؤمنِ إذا كان في شِرةٍ (?) وقوةٍ أن يعملَ متبعًا السنةَ ولا يبتدع، فإن ممن تعلقوا بالقيامِ ولم يهتدوا للسنةِ فيه، من أُثرَ عنه أنه كان يصلي الليلَ ولا ينام. أو من أُثرَ عنه أنه يقرأُ القرآنَ كلَّه في قيامِ ليلةٍ، وهذا ابتداعٌ وخلافٌ للهدي النبوي، بل إنه -صلى اللهُ عليه وسلم- نهى عن ذلك وغضب على من أرادَ أن يفعلَ ذلك وقال: من رغبَ عن سنَّتي فليس منِّي.