أما أصحابُ نومِ اللَّيالي والكُسالى عن صلاةِ الفجرِ، فهؤلاءِ وصفَهم القرآنُ بالنفاقِ، قال تعالى: (وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلا قَلِيلا) [النساء:142] .
وعليك أن تنظرَ في عقوبةِ تاركِ حضورِ الجماعةِ، وصلاةِ الفجر، وكيف رهَّب رسولُ اللهِ –صلى اللهُ عليه وسلم- من ذلك ليَجِلَ قلبُك وتخافَ من التفريطِ، وقد جمعتُ بعضَ النصوصِ المفيدةِ في ذلك، منها:
1- قولُه تعالى: (فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا) [مريم:59] ، واختلفَ أهلُ العلمِ في المرادِ بإضاعتِهم الصلاةَ فقال بعضُهم: تأخيرُها عن وقتِها وقال بعضُهم: الإخلالُ بشروطِها وقيل: إضاعتُها في غيرِ الجماعاتِ، وكلُّ هذه الأقوالِ تدخلُ في الآيةِ (?) .
2- قوله تعالى: (فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ) [الماعون:4،5] ، ساهون:إما عن وقتِها الأولِ فيؤخِّرونها إلى آخرِه دائمًا أو غالبًا، وإما عن أدائِها بأركاِنها وشروطِها على الوجهِ المأمورِ به، وإما عن الخشوعِ فيها والتدبُّرِ لمعانيها فاللَّفظُ يشملُ ذلك كلَّه (?) .
3- عن أبي هريرةَ –رضي اللهُ عنه- قال: قال رسولُ اللهِ – صلى اللهُ عليه وسلم-: (لقد هممتُ أن آمرَ فِتيتي فيجمعوا لي حُزمًا من حطبٍ، ثم آتي قومًا يصلُّون في بيوتِهم ليست بهم عِلَّةٌ فأحرِّقُها عليهم) رواه مسلم.
4- عن ابن عباسٍ –رضي اللهُ عنهما- قال: قال رسولُ اللهِ –صلى اللهُ عليه وسلم-: (من سمع النداءَ فلم يمنعْه من اتباعه عذرٌ، قالوا: وما العذرُ؟ قال: خوفٌ أو مرضٌ. لم تُقبل منه صلاتُه التي صلَّى) رواه أبو داوود وابن حبان في صحيحه وصححه الألباني.