وقال سبحانه: (حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ) [البقرة:238] . والصلاةُ الوسطى اختُلف فيها على أقوالٍ؛ منها أنَّها صلاةُ الفجرِ، ومنها أنَّها صلاةُ العصرِ وهو رأيُ الجمهورِ لما ثبت عند البخاريِّ ومسلمٍ وأهلِ السننِ وغيرِهم من حديثِ عليٍّ –رضي اللهُ عنه- قال: (كنَّا نراها الفجرَ حتى سمعتُ رسولَ اللهِ -صلى اللهُ عليه وسلم- يقول يومَ الأحزابِ: (شغلونا عن الصلاةِ الوسطى صلاةِ العصرِ ملأَ اللهُ أجوافَهم وقبورَهم نارًا) .
وقال النبيُّ -صلى اللهُ عليه وسلم-: (من صلَّى الصبحَ فهو في ذمةِ اللهِ، فلا يطلبنَّكم اللهُ من ذمتِه بشيءٍ، فإنَّ من يطلبه من ذمتِه بشيءٍ يدركه، ثم يكبّه على وجهِه في نارِ جهنمَ) رواه مسلمٌ، أي: هو في أمانِ اللهِ وجوارِه، فلا ينبغي لأحدٍ أن يتعرَّضَ له بضرٍّ أو أذىً، فمن فعل ذلك فاللهُ يطلبه بحقِّهِ، ومن يطلبه لم يجد مفرًّا ولا ملجأ (?) .
وقال النبيُّ –صلى اللهُ عليه وسلم-: (من صلَّى العشاءَ في جماعةٍ فكأنمَّا قام نصفَ الليلِ ومن صلَّى الصبحَ في جماعةٍ فكأنَّما قام الليلَ كلَّه) رواه مسلم.
وقال -صلى اللهُ عليه وسلم-: (من صلَّى البردين دخلَ الجنةَ) متفق عليه، والبردان: الفجرُ والعصرُ.
وقال: (لن يلجَ النارَ أحدٌ صلَّى قبلَ طلوعِ الشمسِ وقبلَ غروبِها) رواه مسلم.
وقال: (بشِّر المشَّائين في الظُّلَم إلى المساجدِ بالنورِ التامِّ يومَ القيامة) أخرجه أبو داوود والترمذي وابن ماجه وصححه الألباني.
وعن عائشةَ -رضي اللهُ عنها- قالت: قال رسولُ اللهِ –صلى اللهُ عليه وسلم-: (لو يعلم الناسُ ما في النداءِ والصفِّ الأولِ ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا لاستهموا ولو يعلمون ما في التَّهجيرِ لاستقبوا إليه ولو يعلمون ما في صلاةِ العشاءِ –العتمةِ-، وصلاة الفجرِ – الصبحِ-، لأتوهما ولو حبوًا) متفق عليه.