وأبى المبطلون إلا سلوك سبيلهم، وكم جنَى التأويل الفاسد على الدين وأهله من جناية، فهل قُتِل عثمان رضى الله عنه إلا بالتأويل الفاسد! وكذا ما جرى في يوم الجمَل، وصِفِّين، ومقتل الحسين رضى الله عنه والحرة؟ وهل خرجت الخوارج واعتزلت المعتزلة. ورفضت الروافض وافترقت الأمة على ثلاث وسبعين فِرقة إلا بالتأويل الفاسد؟ [شرح الطحاوية 1/ 9-2] . وما دمنا نتحدث عن مصدر التلقِّي عندهم فأعلم - أخي القارئ - أنَّ الإباضِّية تأثُّراً بالمسلك الكلامي - لا يقبلون خبر الآحاد في أبواب الإعتقاد.
والآن أسرد لك - أخي القارئ القواسم المُشترَكة والأمور المتفق عليها بين الخوارج وبين الإباضِيَّة، وسيظهر لك تِلقائياً الجواب عن هذا السؤال: هل الإباضِيَّة من الخوارج أم لا؟؟
نجد - ابتداءً - أنَّ عبد الله بن إباض يعتبر نفسه امتداداً للمحكمة الأولى كما في الرسالة التي بعثها إلى عبد الملك بن مروان. كما يظهر من خِلال عقائد الإباضِّية التَّشابه الكبير بينهم وبين أسلافهم من الخوارج، فمثلاً في التوحيد نجِد الإباضية تقول