ياصْفُوْق عنْدي للسّيَافَا جمَالَهْمَا انْسَاهْ كُوْدَ انْسَى النُجُوْمَ الزُّوَاهيْرْ
أَجيْك " بَالَوْيْلاَنْ " نَقْوَة رْجَالَهْ ... كتْعَ الجموع مَهَدِّميْنَ الطُّوَابيْرْ
بالْكَف مَصْقُولٍ يِزِيْد اشْتعالهْ ... يُوْدعْ شَظَى رُوسَ الَمْعَادي شَعَاثيْرْ
وقال دخيل بن ناعم من قبايل الصايح، يهدد صفوق الجرباء:
لَوْ جيْت ابُو فَرحانْ قلْ لهْ: عبرنا ... جَزَّاعْة مَا ندْعِىَ الْخَشْمِ يِنْدَاسْ
ولَوْ تَرْكَبَ " اْلأرْوَام " كلَّهْ بَاثَرْنَالا بدّ لَنَا يا صْفُوْق منْ رَفْعَةَ الرَّاسْ
وْحنَّا عَلَى حْرابةْ جْدُوْدكْ صَبَرْنَا ... مَا هي منَكْ وْجَايْ يَا ذيْبَ الاَمْرَاسْ
قَبْلَ " الجِزْيرة " يوم " نَجْدٍ " دْيَرْنَا ... وَامْوَاتَنَا فيْهَا تْطَارِدْعَ الافْرَاسْ
يَا صْفُوْق واللهْ مَا نْخَلِّىْ سكَرْنَاكُود " الجِزْيرة " خالْيَةْ مَا بِهَا اوْنَاسْ
كَانَ الَمْحَزَّمْ شبرْ حنَّا ذَرَعْنَا ... رَمْيَ الَمْدَرِّعْ منْ قَديْم لَنَا سَاسْ
وقال الدكتور شفيق الكمَالي: يروى عن الشيخ صفوق الفارس الجرباء وقد عاش في بداية القرن الثالث عشر للهجرة - أحد مشايخ قبيلة شمر - أنه كان في مجلس من مجالس بغداد، فدخل الَمْجلس رجل احتفى به الجميع، ونال احترامهم فسأل عنه، فقيل له إنه الشيخ فلان. قال: هو شيخ أي قبيلة؟ فقيل له: إنه ليس بشيخ قبيلة وإنمَا شيخ الطريقة النقشبندية، وهي طريقة دينية. فكان جوابه: الدين مَا به نقوش، أي ليس في الدين نقوش أو زخارف. وقال ردهان أبو عنقا في رثاء الشيخ صفوق:
مِنْ غِبْتْ عَنا يَا ابْنَ آخي سِبيْلَهْغَابَ السَّعْدَ عَنْ نَزْلَنَا والنَّوَامِيْسْ
وْنَرْتَع رتِيْعَ الصَّيْد وَنَجْفِلْ جفِيْلَهْوْصِرْنَا مِثِلْ فِرْزَ الامَاعِزْ بَلا تَيْسْ
قال أبو عبد الرحمن: ولعل الذي تولى الزعامة بعد صفوق ابنه فرحان باشا، ولقد رأيت له ذكراً في الشعر العامي في قول شاعر من زبيد، يتغنى بانتصار آل غُبَيْنٍ من عَنَزَةَ على فرحان الجرباء:
صَكُّوا عَلَيْكُمْ بَالسِّيُوْفَ الصّقِيْلَةْلاَ مَا بَكَى حِبْسَ الَمْلاَزِيْمْ " فَرْحَانْ "
وقصة هذا البيت كمَا قرأت في كراسات الشيخ منديل: أنه نزح رجل من زبيد عن فرحان الجرباء، لجرم ارتكبه، والتجأ عند الْغُبَيْنِ من عَنَزَة، وأقام عندهم مدة. ثم أصاب ديارهم محلٌ فاحتاجوا للرعي بالجزيرة، وطلبوا من الجرباء مدةً معينة للرعي فأذن لهم. ولَمْا علَمْ أن الزُّبَيْديُّ معهم أرسل من يأخذ إبله. فقام شيخ الْغُبَيْنِ وقال: من لَمْ يمر على بيت الزُّبَيْديُّ جارنا ويعوضه بناقة فليس غُبَيْنِياً! فصار كل صاحب ذود يأخذ منه مطية إلى إبل الزُّبَيْديُّ، حتى ردوا عليه مَا أُخذ منه وزيادة خمس عشرة مطية. فأقبل رجل من الْغُبَيْنِ متأخر، فقالَوْا له: اكتفى الزُّبَيْديُّ وحصل له أكثر من حقه. فقال: لست قاصراً عن جمَاعتي إن لَمْ تأخذوها له ذبحتها! ولَمْا عادوا إلى بلادهم، أغار عليهم قوم من شمر الجزيرة فانتصر الْغُبَيْنِ على الشمَامرة، فلَمْا علَمْ جارهم الزُّبَيْديُّ الذي عاد إلى الجرباء بالجزيرة بعد انتهاء جريمته قال:
يَامِزْنِةِ غَرَّا نَشَتْ منْ مِخِيْلَْ ... منَ " الْجزيرة " غَرَّبَتْ يَمِّ " حَوْرَانْ "
تِمْطِرْ على " الْغِبْنَانْ " يَنْحَوْن سَيْلهْأَهْلَ الِّربَاعَ اللِّيْ عَلَى الْخَيْلْ فِرْسَانْ
ركْبُوا عَلَيْهِم مِقحِمْين الدبِيلة ... أَرْخَوْا مَصَارِيعَ الاعِنَّهْ وَالأَرْسَان
صَكُّوا عَلَيْهمْ بَالسيُوْفَ الِّصقِيلة ... لاَ مَابَكَى حِبْسَ الَمْلازيِمْ فَرْحَان
ولست أَدري من تولى بعد فرحان إلا أَن هناك اثنين تَولَّيا بالتتابع بعد فرحان، وهمَا من أَحفاد فارس بن محمد بلا ريب: أَحدهمَا: فارس الجرباء الذي ذكرت الليدي آن بلنت في رحلتها أَنه شيخ الجزيرة في عهد محمد العبد الله الرشيد.