يعرفون إلا بالكني، فروي عن أولئك الثقات الذين رآهم بالتدليس ما سمع من هؤلاء الضعفاء فكان يقول: قال عبيد الله بن عمر عن نافع، وقال مالك عن نافع، كذا فحملوا بقية عن عبيد الله، وبقية عن مالك، وأسقط الواهي بينهما، فألزق الموضوع بنفسه وتخلص الواضع من الوسط، وإنما امتحن بقية بتلاميذ له كانوا يسقطون الضعفاء من حديثه ويسوونه فالتزق ذلك كله به.

وكان يحيى بن معين حسن الرأي فيه، والذي أنكر سفيان وغيره من حديث بقية هو ما رواه أولئك الضعفاء والكذابون والمجاهيل الذين لا يعرفون، ويحيى بن معين أطلق عليه شبيها بما وصفنا من حاله، فلا يجب أن يحتج به إذا انفرد بشي، وقد روى عن ابن جريج نسخة كلها موضوعة عنه يشبه أن يكون بقية سمعها من إنسان ضعيف عن ابن جريج قد دلس عليه وألزق كل ذلك به. والله تعالى أعلم.

وفي «كتاب» ابن عدي الجرجاني: قال بقية: قال لي شعبة: يا أبا يحمد، ما أحسن حديثك! ولكنه ليس له أركان، قال: قلت: حديثكم أنتم ليس له أركان، تجيئوني بغالب القطان وحميد الأعرج وأبي التياح، ونجيئكم بمحمد بن زياد الألهاني وأبي بكر بن أبي مريم الغساني وصفوان بن عمرو السكسكي. قال بقية: ولما قرأت عليه كتاب بحير بن سعد، قال: يا أبا يحمد لو لم أسمع هذا منك لطرت. قال أبو أحمد: وقد روى عمن هو أصغر منه، فروى عن إسحاق بن راهوية، وسويد بن سعيد الحدثاني، ومن علامة صاحب الحديث أنه يروي عن الكبار والصغار.

وقال ابن حزم: ضعيف. [ق23/ ب].

طور بواسطة نورين ميديا © 2015