ابن سعد [182/ب] مولى قريش، وفي موضع قال: هارون مولى قريش، ولم ينسبه، قال أبو حاتم: هما واحد. انتهى.
البخاري لا يرد عليه هذا، ولا شيء منه؛ لأنه لما ذكره ثانيا قال: أراه ابن سعد، فخلص من أن يورد عليه، ولكن هذا كله آفته التقليد، وعدم النظر في الأصل، وكم مر لنا من هذا في هذه العجالة، والحمد لله تعالى.
قال مسلمة بن قاسم في كتاب «الصلة»: توفي بمصر يوم الأحد لست خلون من شهر ربيع سنة ثلاث وخمسين: أنبانا عنه غير واحد، وقاله أبو جعفر محمد بن عبد الله بن فضالة، وقال أبو طالب: ربيع الأول، وكان مقدما في الحديث فاضلا، قال ابن فضال: سمعته يقول: رحلت بابني عبد الرحمن إلى آدم بن أبي إياس بعسقلان، فأقمت عنده شهر رجب وشعبان ورمضان، فكتبنا كتب شعبة وابن أبي ذئب وحماد بن سلمة وحديث مشائخه، وكان آدم شيخ قصير القامة يلبس رقاعا ويقرأ عليه، وكان يصلي بهم، فلما قدمت عليه قدمني فلم أزل أصلي بهم حتى خرجنا، وقيل له يوما: يا أبا جعفر، أين سمعت من خالد بن نزار؟ فقال: كان جارا لنا هاهنا بمصر، وكان وكيلا لبعض هؤلاء الملوك، وكان عنده علم كثير، وقد أكثرت عنه.
وفي كتاب «التعريف بصحيح التاريخ»: توفي بمصر سنة ثلاث وخمسين وقد جاوز التسعين.
وقال صاحب زهرة المتعلمين في أسماء مشاهير المحدثين: روى عنه – يعني مسلما - مائة حديث وخمسة عشر حديثا.
وخرج حديثه ابن حبان في صحيحه، وكذلك الحاكم، وابن عوانة، وأبو محمد الدارمي.