قال أبو عمر: روى حديثين أحدهما من كسر، والآخر: كان النبي صلى الله عليه وسلم يتهجد من الليل بعد نومه. وذكر علي بن المديني أنه هو الذي روى عنه ضمرة بن سعيد عن زيد بن ثابت «في العزل»، قال: ويقال الحجاج بن أبي الحجاج وهو [ق 132 / ب] الحجاج بن عمرو المازني، وهو الذي ضرب مروان بن الحكم يوم الدار، فأسقطه وحمله أبو حفصة مولاه، وهو لا يعقل.
وفي «كتاب» أبي نعيم: شهد مع علي صفين، وكان يقول عند القتال: يا معشر الأنصار أتريدون أن نقول لربنا إذا لقيناه (إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيلا).
وقال أبو القاسم البغوي في كتاب «الصحابة»: لا أعلم له غير هذين الحديثين – يعني حديث من «كسر» و «التهجد» -.
وفي كتاب «الصحابة» لابن قانع: عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر ضباعة أن تشترط «أن محلي حيث حبستني».
وهذا الحديث، وحديث العزل، يردان قول البغوي.
وزعم ابن سعد أنه تابعي فذكر إياه في «الطبقة الثانية من تابعي أهل المدينة الذين رووا عن أسامة بن زيد وأشباهه»، فقال: أمه أم الحجاج بنت قيس بن رافع من أسلم، وتوفي الحجاج وليس له عقب.
ولما ذكره ابن خلفون في «الثقات» قال: قال محمد بن فطيس عن أحمد بن 399/ 402
صالح: هو تابعي ثقة.
وقال محمد بن قاسم: ثنا ابن البرقي قال: وحجاج بن عمرو بن غزية تابعي ثقة، انتهى.
وهو لعمري كان حريا بأن يقول المزي: مختلف في صحبته، فمر كثير ممن ذكر الخلاف في صحبتهم، وهذا جزم بأن له صحبة، وفيه ما ترى من الخلاف.
وزعم شيخنا الحافظ أبو محمد التوني - رحمه الله تعالى - أن له من الأخوة:
الحارث، وعبد الرحمن، وأوس، وزيد، وسعيد أولاد عمرو بن غزية.
وذكره مسلمة في الأولى من أهل المدينة.
قال ابن سيده: هو من أسماء الأسد، ورجل فرافص وفرافصة: شديد ضخم شجاع، والفرافصة أبو نائلة امرأة عمار رضي الله عنه ليس في العرب من سمي بالفرافصة بالألف واللام غيره. انتهى كلامه، وفيه نظر من حيث أن الفرافصة بن عمير الحنفي ذكره ابن ماكولا كذلك، وجماعة آخرين ذكرناهم في كتابنا المسمى «بالاتصال في المختلف والمؤتلف».
وقال الحاكم: - لما خرج [ق 133/ أ] حديثه -: لم يحتجا به.
ولما ذكره أبو حاتم بن حبان في «جملة الثقات» قال: روى عنه الثوري،
وقال: بت عند ثلاث عشرة ليلة فما رأيته أكل ولا شرب ولا نام.
وقال داود بن معاذ: سمعت مخلدا يقول: كان الحجاج فرافصة معنا بالشام فمكث خمسين ليلة لا يشرب الماء ولا يشبع من شيء يأكله.
ومن خط أبي إسحاق الصريفيني بسند له إلى النضر بن شميل قال: كان الحجاج يمكث أربعة عشر يوما لا يشرب ماء.